نداء رقم (15) نداء العمال

بسم الله الرحمن الرحيم

لا صوت يعلو فوق صوت الإنتفاضة

لا صوت يعلو فوق صوت شعب فلسطين – شعب منظمة التحرير الفلسطينية

نداء -  نداء – نداء

نداء رقم (15) نداء العمال

صادر عن منظمة التحرير الفلسطينية/ القيادة الوطنية الموحدة

يا جماهير شعبنا العظيم

أبطال الإنتفاضة وصناع مجدها يا من زلزلتم بحجارتكم وزجاجاتكم الحارقة الأرض تحت أقدام المحلتين  وثابرتم بتحديكم وصمودكم الباهر،  على التمسك بأهداف الإنتفاضة وشعاراتها لقد شقت الإنتفاضة بتضحيات الآلاف من أبنائها شهداء وجرحى ومعتقلين ومتضررين من كل أساليب البطش والفاشية وبالقدر العالي من الإنجازات والمكاسب التي حققها حتى الأن،  طريقاً ثانياً من أجل الوصول إل مرحلة العصيان المدني الشامل كما أنها حسمت في وجدان وعزيمة شعبنا أية مظاهر التردد أو التراجع أمام بطش المحتلين وإرهابهم ولا خيار أمامنا سوى خيار تصعيد النضال وكيل الضربات الموجعة للكيان الفاشي على طريق أهداف إنتفاضتكم المظفرة في الحرية والإستقلال وبالرغم من كل مظاهر البطش وعزل المدن وحصار المخيمات والقرى والتجويع والقتل والإعتقال والإبعاد وجريمة إغتيال القائد أبو جهاد،  والحرب النفسية التي تشنها أجهزة المحتلين الصهاينة بهدف إجهاض الإنتفاضة فإن شعبنا لم ولن يتراجع وهو يبتكر بطاقاته الخلاقة أساليب المواجهة الجديدة رداً على الأحداث المتصاعدة للمحتلين مكيفاً نفسه مع مرحلة طويلة المدى في النضال حتى طرد المحتلين وأقامة الدولة المستقلة،  وبعكس كل دعوات الإستسلام التي يطالبنا بها المحتلين فإن شعبنا يرى فيما يحققه من إنجازات يومية أساساً صلباً لمواصلة الإنتفاضة وتطويرها لقد أحدثت الإنتفاضة نمطً جديداً لحياتنا الإقتصادية والإجتماعية واليومية،  نمطاً يستند إلى أن الإنتفاضة عملية ثورية طويلة ومستمرة لا تخلوا من الصعوبات والضحايا وضيق العيش ولكنها تزخر بالإنجازات التي رسخت الوحدة الوطنية بين كافة قطاعات شعبنا وقواه الوطنية والتي تتجلى بالتكاتف الواسع عبر اللجان الشعبية،  والفرق الضاربة ولجان الحراسة وفي التوجه الواسع وتشكيل التعاونيات وفي التكامل الإجتماعي الذي لم يسبق له مثيل، وتتجلى  نجازات الانتفاضة الساطعة ليس فقط في افشال مخططات التآمر الامريكي الرجعي واحلام الصهاينة في إستمرار سيطرتها على الأراضي المحتلة،  وإنما أيضاً في تزايد مناخ التأييد الدولي لأهدافنا العادلة وتوفر المقدمات الملائمة أكثر من أي وقت مضى وفي ظل الإتفاق السوفياتي الفلسطيني المشترك، لإنجاح عقد المؤتمر الدولي ،  كامل الصلاحيات على أرضية الحقوق الوطنية المشروعة لشعبنا،  وإجبار الكيان الصهيوني وحليفه الإمبريالية الأمريكية على الإنصياع لإرادة المجتمع الدولي الذي يزداد تأييده يوماًً بعد يوم لأهداف شعبنا وقد تجلى هذا واضحاً في القرار رقم 605 لمجلس الأمن الدولي الذي أكد على وجوب تحقيق الحقوق الوطنية المشروعة للشعب الفلسطيني،  وبتأثير الإنتفاضة الواضح والجهود الفلسطينية والجزائرية والليبية والسوفياتية،  ها هي العلاقة السورية الفلسطينية تسير بالإتجاه الصحيح الذي توج في لقاء الوفد الفلسطيني بقيادة الأخ ابو عمار رئيس اللجنة التنفيذية ل.م.ت.ف،  والرئيس السوري حافظ الأسد وندعوا سورية إلى تجسيد علاقة تحالف كفاحية مع م.ت.ف على أرضية إحترام الإستقلالية للقرار الفلسطيني.  أن الدول العربية مدعوة إلى تشكيل قاعدة صمود كفاحية جديدة يكون على سلم أولوياتها عقد مؤتمر قمة عربية لدعم الإنتفاضة وتجسيد موقف سياسي عربي في مواجهة المخططات الإمبريالية الأمريكية وفي مقدمتها مشروع شولتز.  وتنسحب أثار الإنتفاضة على أبناء شعبنا الصامد في الساحة اللبنانية بما يسمح بتوسيع نضاله ورفع المعاناه عنه كما أن هذا التطور أفسح المجال واسعا لعودة الفصائل الفلسطينية التي ما زالت خارج م.ت. ف للإلتحاق بمؤسساتها على أساس برنامج الدورة الثامنة عشرة للمجلس الوطني الفلسطيني .  كما أحدثت الإنتفاضة نقلة نوعية في ميزان القوة العالمي لصالح حقوق شعبنا الوطنية في العودة وتقرر المصير والدولة الوطنية الفلسطينية المستقلة بقيادة منظمة التحرير الفلسطينية.

إن القيادة الوطنية  الموحدة إذ تؤكد إلتزامها بأهداف شعبنا الوطنية العادلة فهي بذلك تجرد العدو الصهيوني إدعائاته المضللة للرأي العام الدولي حول أهداف نضالاتنا العادلة،  وتزيد من عزلته الدولية الخانقة.  وتزيد من تفاؤل شعبنا المشروع بإقتراح الحل العادل لقضيته الوطنية.

 يا جماهير شعبنا العظيم

إن النداء الخامس عشر يتصادف والأول من أيار يوم العمال العالمي وفي هذا اليوم الكفاحي لعمال العالم، فإن شعبنا الفلسطيني يفتخر ويعتز بالدور الثوري لعمالنا وحركتهم النقابية ومجموع الشغيلة والكادحين الفلسطينيين إلى جانب قطاعات شعبنا الأخرى ويشيد بالتضحيات الكبيرة التي يقدمونها دفاعاً عن قضية شعبنا الوطنية وتعتز القيادة الموحدة بنضال عمالنا البواسل، رغم المعاناة التي يواجهونا على مواصلة طريق الإنتفاضة وتدعو الهيئات الدولية والمنظمات العمالية للتضامن مع الحركة العمالية الفلسطينية ضد قرارات الإبعاد.  والإعتقال بحق النقابيين وملاحقتهم ضد قرارات إعلان النقابات العمالية ومداهمتها وحظر نشاطاتها.

تتوجه القيادة الوطنية الموحدة في الأول من أيار إلى عمالنا البواسل بالتحية والإكبار لدورهم الكفاحي وتدعوهم إلى المقاطعة الشاملة للعمل في المستوطنات الصهيونية والتثبت في العمل داخل الأرض المحتلة والإنتقال إلى العمل في الأرض وعدم تفويت أي فرصة للإنتفاضة من العمل وراء الخط الأخضر،  كما تدعوهم لتشكيل اللجان العمالية الموحدة والعمل من أجل توحيد صفوف الحركة العمالية والنقابية

إن القيادة الوطنية الموحدة تتوجه بالتحية والإكبار لموقف التجار الثابت والمشرف وتحيي تجار مدينة القدس البطلة الذي رفضوا إملاءات السلطة،  وتدعو التجار جميعاً إلى عدم التجاوب مع أية دعوات من السلطة لفتح محالهم خلافاً للموقف الوطني وتؤكد على أهمية الإلتزام الكامل بعدم دفع الضرائب من قبل كافة القطاعات. وتؤكد على أهمية عدم رفع أسعار السلع

إن مقاطعة العمل في المستوطنات الصهيونية ومقاطعة المنتوجات الصهيونية سيؤدي حتماً إلى المزيد من التفتيت للبنية الإقتصادية والإجتماعية للكيان الصهيوني

تحيي القيادة الوطنية الموحدة جماهير شعبنا في قطاع غزة ومخيماته البطلة المحاصرة على صمودهم الإسطوري،  وتدعوا أهالينا في مخيمات الشاطئ ودير البلح وغييرها إلى إفشال مخطط السلطة بشأن إحتجاز هويات المواطينين بهدف إجهاض الإنتفاضة

وتتوجه القيادة الموحدة إلى الهيئات الدولية ووكالة  الغوث لإعادة التموين الكامل وبشكل فوري لكافة سكان مخيمات قطاع غزة بما يعزز صمودهم الباسل أمام الإجراءات الصهيونية الفاشية

تدعو القيادة الوطنية الموحدة جماهير شعبنا الضاربة لتوجيه أقصى الضربات  للعاملين في جهاز الشرطة واللجان البلدية والقروية المعينة الخارجين عن إرادة شعبنا وعلى رأسهم  الزير والطويل وخليل موسى وجميل صبري خلف، وتؤكد أن ما إتخذ من إجراءات بحقهم حتى الآن كان مجرد إنذار لهم

إلتزاما بتوصيات لجان تجارنا البواسل والمواطنين تدعو القيادة الوطنية الموحدة لتفتح المحال التجارية لمدة 3 ساعات في كافة المناطق من الساعة التاسعة وحتى الثانية عشرة وينطبق هذا على محطات الوقود مع إمكانية وجود محطة وقود عربية مناوبة فقط ولتلزم المناطق الصناعية بساعات الفتح المحدد من الساعة الثامنة حتى الواحدة ظهراً

يا جماهير شعبنا المناضل

على طريق تحقيق العصيان المدني وإلتزاما بالبرنامج النضالي للقيادة الوطنية الموحدة الذراع الكفاحي لـ م.ت.ف تدعو فعالياتنا الوطنية وجماهيرنا المناضلة إلى مايلي

إعتبار الأول من أيار يوماً وطنياً عاماً ، يتحول هذا اليوم إلى يوم مواجهة مع قوات الإحتلال العنصرية ويوم مسيرات شعبية و تظاهرات في القرى والمدن والمخيمات وترفع خلالها الأعلام الفلسطينية والشعارات المنددة بالإحتلال وتدعو المؤسسات والمصانع والشركات أن تلتزم بإعتبار هذا اليوم عطلة رسمية مدفوعة الأجر للعاملين فيها

يعتبر يوم 4/5/1988 إضراباً شاملاً ويوماً للبناء الوطني تتوجه فيه كافة الفعاليات واللجان المختلفة نحو زراعة الأرض وإعادة بناء البيوت المهدومة من قبل الإحتلال العنصري

إعتبار يوم 5/5/1988 يوماً لكسر قرار السلطات المتعلق بإغلاق المؤسسات الأكاديمية بالدوام من الساعة 9-12

يعتبر يوم 7/5/1988 يوماً للتضامن مع تجارنا البواسل بحيث يتوجه الجميع لفتح المحال التجارية مدعومة من الأهالي والفرق الضاربة

تعتبر الأيام 9 و 10/5/1988 إضراباً شاملاً تتوقف فيه جميع المرافق والمواصلات تحية لأول كوكبة من شهداء الإنتفاضة،  وبمناسبة دخول الإنتفاضة شهراها السادس تتجسد فيها سلطة الشعب من خلال ضرب قوات الإحتلال وعملائه وتوظف كل الفعاليات والطاقات النضالية لتصعيد الإنتفاضة في وجه المحتل الفاشي

وتعتبر الأيام من 2-11/5 أيام فعاليات مكثفة وأيام غضب فلسطيني وأيام الجمع والأحد أيام صلوات على أرواح الشهداء وتتوجه القيادة الموحدة لكافة اللجان الشعبية والوطنية لتسمية الشوراع والمؤسسات بأسماء شهداء الإنتفاضة حتى يظلوا خالدين في ذاكرة أجيالنا وتخرج من المساجد والكنائس المظاهرات الصاخبة في وجه الإحتلال الغاصب وقطعان مستوطنيه.

إن طريق العصيان المدني يتطلب المزيد من تشكيل اللجان الشعبية ولجان الأحياء والتعليم والحراسة والزراعة والإعلام والتضامن فمزيد يا أهلنا ويا شعبنا المعطاء أبدا،  من التطوير لأساليب نضالكم اليومية وتكثيف إستخدام الوسائل الشعبية بدء من الحجر المقدس وإنتهاء بالمولوتوف الحارق لكل الأعداء، فيا أهلنا ويا شباب وفتيات فلسطين ميزيداً من القوى الضاربة مزيداً من العطاء لفلسطين فكل ضربة في جسد عدونا تقربنا للنصر العظيم فدم شهدائنا الأبرار لن يذهب هدراً وسنستمر معكم وبكم لأجل تحقيق أهدافنا في الحرية والإستقلال ونؤكد أن م.ت.ف هي الطرف الوحيد الذي يمكن التوجه له في إجراء أي حوار في كل ما يتعلق بحقوقنا الوطنية المشروعة.

فالتحية كل التحية لجماهيرنا الصامدة ولكل الجهود الوطنية والعربية والدولية الداعمة لأنتفاضتنا المظفرة

ومعاً على درب الإنتفاضة المجيدة.