لحظة البدء – الإجتماع التأسيسي وولادة فتح

عقدنا إجتماعنا التأسيسي في بيت أحد الإخوة في الكويت ووضعنا في هذا الإجتماع الخطوط العريضة الأولى لعملنا التنظيمي.  إما في الإجتماع الثاني فقد تخلف أحد الخمسة عن الحضور ممتنعا عن مواصلة الطريق،  فبقينا أربعة إخوة بدأنا بوضع اللبنات الأولى لحركة فتح.  وهنا أريد أن أوضح أن هدفنا كان بناء تنظيم من أجل فلسطين على مثل هذا الأساس العريض إتفقنا،  فلا يكون تنظيم فئة أو شريحة أو طبقة،  كما لا يكون من أجل أهداف غير تحرير فلسطين،  ولذلك فلم تبدأ بإسم ما ،  ولكن كان إتفاقنا أن الهم هو البدء بالعمل دون الإلتفاف  إلى الإسم،  فالساحة الفلسطينية تعج بالأسماء،  وبقينا نعمل طيلة ثمانية عشر شهراً دون أن يحمل عملنا أي إسم،  لأنه لم يكن في إعتبارنا غير الهدف،  وهو العمل من أجل فلسطين.

  وفيما بعد وبتمثل شديد أخذنا نناقش مسألة الإسم،  وطرحت أسماء عديدة،  إلى أن رسونا على قاعدة مشتركة تقول إن إطارنا الذي اخترنا العمل من خلاله هو حركة وليس حزباً أو تنظيماً أو رابطة،  بل حركة بكل ما تحمل من مفاهيم وديناميكية وآفاق مفتوحة.  وهي حركة لتحرير فلسطين أي حركة التحرير الوطني الفلسطيني ورمزنا لها بكلمة “فتح” التي تحمل من الدلالات والمعاني في الوجدان الشعبي الفلسطيني والعربي،  والكلمة تعد إختياراً معكوساً للحروف.

       وهكذا ولدت “فتح” بعد مسيرة طويلة من العمل مما يوضح أن حركة فتح لم يكن يهمها يوم ولدت أسماً او تعريفا بقدر ما كان يهمها العمل،  وهي بذلك وضعت نفسها وبشكل تلقائي في إطار قومي يوصل إلى الهدف، وهذه كانت حقيقة أولى رافقت مسيرتنا.