قصيدة رثاء للشهيد ” خليل الوزير” بقلم سليم الزعنون

ودّعتُ في درب الجهاد خليلاً ,,, وحبستُ دمع الذكريات الأولى

يا من ملكتَ من القلوب أعزّها ,,, وأنرت بالفكر السديد عقولا

يا حمزة الشهداء يا رمز الفدا ,,, انا فقدنا الصارم المصقولا

قد كنتَ أصغرنا وكنتَ امامنا ,,, نزهو ونفخرُ اذ تقودُ الجيلا

وسبقتَنا في موكبٍ لا ينتهي ,,, شهداؤه ما بدلوا تبديلا

ملأوا السماء بطيفهم وبنورهم ,,, ولطالما اشتاقوا اليك طويلا

يلقاك عند الله من سبقوا وهم ,,, قد أكثروا التكبير والتهليلا

قد كنتَ في أُفق الحياة حياتهم ْ ,,, واليوم في الجنات صرتَ وكيلا

لمن العواصمُ نكّستْ اعلامَها ,,, عمَّ الوجوم شآمها والنيلا

المسجد الأقصى يضجّ بأهله ,,, و ألآي فيه رُتّلت ترتيلا

وترى الكنيسة في مهيب ثيابها ,,, رهبانها قد رنّموا الأنجيلا

تهتز ” رملتكَ ” الحبيبةُ بالأسى ,,, يوم اعتزمتَ عن الحياة رحيلا

وهي التي هاجرتَ منها عنوة ً ,,, وشهدتَ فصلا للعذاب ثقيلا

وبغزة المختار فيض مشاعرٍ ,,, ذكرتك عهداً في الشباب أصيلا

ما للسماء دنَتْ اليه نجومها ,,, وتعاقدتْ وتنضدتْ اكليلا

هذي الحياةُ بكتْ عليه بحرقةٍ ,,, وهو الذي وهبَ الحياة جميلا

لمن الصخورُ تشققتْ وتدافعتْ ,,, فوق الرؤوس حجارةً سجيلا

وندور في كل الدوائر حيرة ,,, لما فقدنا في المسار خليلا

كُنتَ الجواب وكنت فارس دربنا ,,, بل كنت سيفا للفدى مسلولا

أُفق ٌ على اليرموك غيّب شمسنا ,,, وطوى حبيبا للجهاد رسولا

يا ايها الشهداء هاتوا كأسكم ,,, لا عاش من رضي الحياة ذليلا

ودّعتُ في اليرموك رمزاً قائدا ,,, علماً يرفرف بكرة وأصيلا

دوما ستبقى ملهماً ومعلماً ,,, ان الرواية لم تتم فصولا

ايمان حر وانتصار ارادة ,,, ونضال شعب يستقيم طويلا

وحنان نفس بل عقيدة مؤمن ,,, لم يرض يوما أن يموت قتيلا

بين الفواجع باسم لا يرتضى ,,, رغم الوداعة عن حمالك بديلا