خلايا الخلاص والنضال المطلبي

كان هناك طلائع من أبناء شعبنا في كل مكان يبحثون عن الخلاص الذاتي،  وقد حاولنا أولا عبر الطرق الحزبية لكنا كنا نصطدم بالعقليات الحزبية المتحجرة وبالدوغما الفكرية التي كانت منتشرة في ذلك الوقت والتي تتسم بضيق افق ومحدودية التفكير.

وكان الشاغل الرئيسي لتلك القيادات الحزبية هو إبعادنا عن العمل المباشر،  فتغرقنا في بحر الصراعات الجانبية لكن المعطيات التي سبق لنا شرحها كان قد صلبت إرادتنا فسرنا في إختيارنا الثوري،  ففي غزة على سبيل المثال التي كانت موقع تجربتنا الأولى بدأت مجموعة طليعية بين عام 1953 و  1945 بالتجمع وتكون حلقات النقاش ومن ثم الإنتظام ضمن أطر وخلايا حددت معركتها الولى مع الإدارة التي كانت تقبض على القطاع فتعيث فيه فساد وقهراً وسرقة… فكنا نقوم بمواجهة هذا الطغيان أولا بجمع الحقائق ونشرها في الصحف العربية أو ايصالها إلى الإدارة في القاهرة كي نكشف لها فساد الجهاز الذي عينته في القطاع وللحقيقة أقول الآن بأنه حين كانت تصل هذه المعلومات إلى الرئيس/ جمال عبد الناصر فكان يصدر أوامره على الفور لمعالجة الأمر،  وقد حدث فعلاً ان أصدر الرئيس عبد الناصر أمراً يقضي بنقل جميع الضباط بمن فيهم الحاكم العسكري العام،  ذلك أن الفضائح كانت قد زكمت الأنوف.

كان هذا هو إطار الصراع الأول من أجل انتزاع تعبيراً أولياً  لحرية أبناء فلسطين على أرضهم.