ندوة في الذكرى الـ36 لاستشهاد "أبو جهاد"

تحدث، مساء الثلاثاء، الدكتور أحمد جميل عزم، في ندوة بمناسبة الذكرى الـ36 لاستشهاد القائد خليل الوزير "أبو جهاد"، حول ضرورة استذكار نهج أبو جهاد ودوره في التعليم والعمل وحفظ الذاكرة والعمل الصحفي والنضال والخروج من الأزمات والصدمات التي لازمت شعبنا بعد النكبة، وذلك عبر بث مباشر على صفحة مؤسسة خليل الوزير على فيسبوك.

وقال عزم: تأتي ذكرى أمير الشهداء، خليل الوزير، أبو جهاد، هذا العام والحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، في شهرها السابع، وبينما تصل الاعتداءات الاستيطانية على قرانا في الضفة الغربية، إلى مستوى غير مسبوق.

وأضاف: "استدعت هذه الأشهر الماضية للذاكرة تجارب النكبة الفلسطينية، من حيث حرب الإبادة والتطهير العرقي. لهذه الأشهر أثر بعيد المدى لا زلنا ننتظر تبينه، لكن هناك شعور عام، ومؤشرات أننا أمام بداية جديدة".

وأكد أن شعبنا الفلسطيني يؤمن بالنهوض مجددا رغم كل الصدمات التي عاشها، منذ صدمة النكبة 1948 ومجازرها من الطنطورة إلى دير ياسين، وصولا إلى الصدمة الكبرى التي نعيشها حاليًا في ظل حرب الإبادة المتواصلة على قطاع غزة.

وأشار إلى أن "إعادة الوقوف على سيرة الشهيد خليل الوزير، ليست مجرد حنين للماضي، بل هي لنعرف التاريخ. ومعرفة التاريخ ليست أمر يتعلق بالماضي، وليست لأهداف تحفيزية فقط، وليست للاستنساخ، بل أيضًا لاكتشاف الفروق ولاجتراح أدوات جديدة، لتحقيق أهداف لم تتحقق، وللبناء على ما تحقق. لنقارن بين بسطة لبيع الشفرات وقف عليها خليل الوزير في غزة بعد النكبة، للثورة الصناعية الرابعة التي أعتقد أنّه كان يدرك أنّها قادمة".

وتطرق عزم في الندوة إلى سيرة "أبو جهاد" منذ خرج طفلا من الرملة، وقصص الجوع الأولى، التي تحاكي قصص الجوع في غزة، وصولا لإعادة التأهيل العلمي للشباب الفلسطيني، لإيجاد فرص عمل الخلاص الفردي للإنسان الفلسطيني تمهيدا للفعل الجمعي، وصولا لتطوير أدوات النضال، وصولا للاستشهاد.

وقال عزم: يُسجّل لخليل الوزير أنّه أول الرصاص أو الحجارة.. هو الذي قاد اتجاه شبابي في قطاع غزة للنضال من أجل التحرير، ولكن الوزير كان مسكوناً إضافة لذلك بالإعلام والصحافة ونقل الصورة. ففي المدرسة أصدر مجلة فلسطين، العدد الأول، نيسان/ أبريل 1954، وكتب فيها مقالاً عنوانه "إلى الكفاح يا شباب فلسطين". وخلال هذه الفترة، وصل محمد رؤوف (ياسر عرفات)، رئيس رابطة طلاب فلسطين في مصر وبصحبته سليم الزعنون وصلاح خلف. كان الوفد مبتعث من الرئيس جمال عبد الناصر بعد أن أضربت الرابطة عن الطعام بسبب الهجمات الإسرائيلية المتكررة على أبناء شعبنا في قطاع غزة، وعند وصول الوفد إلى القطاع، ذهب خليل لزيارتهم في مقر إقامة محمد رؤوف وأجرى معه مقابلة صحفية لنشرها في مجلة المدرسة، وكانت هذه المرة الأولى التي يلتقي فيها خليل الوزير مع ياسر عرفات.

وتابع عزم: بعد هذا وعندما تأسست الثورة، وأثناء مرحلة الوجود في الأردن، اهتم أبو جهاد بالإعلام وأنشأ قسم للتصوير.

وقال عزم إن "أبو جهاد" حاول تأسيس صحيفة جديدة، بالتعاون مع عائلة أبو الزلف، ولكنه استشهد قبل أن ينضج المشروع، مضيفًا: الآن ربما إذا سرنا على الدرب نصل أولا، إلى عصر الفضائيات، ثانيا، لوسائل التواصل الاجتماعي، ثالثا، إلى البيانات الكبرى، وأتخيل لو كان أبو جهاد موجوداً، لعمل منذ بداية القرن على وسائل التواصل الاجتماعي، ولكن أيضاً لفكر بموضوع "البيانات الكبرى" أو الـBig Data، وشكل وحدة".

وتطرق عزم إلى تطوع الشهيد خليل الوزير بالذهاب إلى الجزائر ليتولى مسؤولية أول مكتب إعلامي لفلسطين.

وقال عزم: كان اسمه مكتب فلسطين، ولا يتعلق بفتح أو تنظيم محدد، ولعل هذا ديدن الوزير في العمل الوحدوي. وكان يفترض أن يكون مكتب الجزائر، مكتب إعلامي، بات المكتب يصدر تقارير ودراسات وبيانات على الآلة الكاتبة باللغتين العربية، والفرنسية. ومن هذا المكتب حدث شيء من أهم ما حصل في تاريخ الثورة الفلسطينية، هناك بدأت العلاقة مع حركات التحرر الإفريقية، التي كانت تناضل تحت الاحتلالات الأوروبية، ومن هناك بدأت العلاقة مع الصين التي دعمت هذه الحركات، وبدأت العلاقة الاستراتيجية مع الصين. وعدا دوره كمكتب لكل فلسطين، ودوره الإعلامي، تحوله لمكتب لتأمين فرص عمل للشباب الفلسطيني، كان يعج بالحركة والمراجعين، شباب ينتظرون الحصول على عقود العمل.

وأضاف: استمر خليل الوزير في العمل على تـأهيل الشباب للحياة والعمل والاعتماد على النفس كمقدمة للحالة النضالية، مؤكدًا أن أبو جهاد، قائد ونظرية وفكرة ومدرسة.