في العام 1954 كان العدوان الصيوني على قطاع غزة وجاء هذا العدوان ليحمل الدرس والعبرة لشعبنا في كل مكان. وكانت القوات الإسرائيلية قد تقدمت إلى القطاع بعد إنسحاب الجيش المصري منه، بحيث وجد شعبنا هناك نفسه وحيدا اعزلا ودون تنظيم ذاتي، مما فسح المجال واسعا أمام العدو لينكل بشعبنا أيما تنكيل فعمت المجازر كل القطاع وكل الشرائح الإجتماعية.
شكلت مثل هذه الواقعة مفصلا تاريخيا أعاد الوعي إلى الذات الفلسطينية التي أدركت بما يشبه الصدمة أنه لا غنى لها عن تنظيم نفسها وترتيب بيتها الفلسطيني من الداخل، وأنه بدون الإعتماد على الذات لا يمكن الوصول إلى أي هدف، وسيبقى الشتات شتاتاً فلا يبقى من الوطن غير الذاكرة والحنين التي لا بد أن تغيب وتمحي ذات يوم فيضيع الوطن وتضيع الذاكرة.
هب شعبنا في تلك اللحظة التاريخية يدافع عن نفسه في وجه عدو شرس. وعند إنسحاب العدو الصهيوني من القطاع فوجئ شعبنا هناك بالأمم المتحدة تتخذ قراراً يضع قطاع غزة تحت الوصاية الدولية، فانتفض رافضاَ القرار وذلك على الرغم من الاتفاق المصري مع الأمم المتحدة بهذا الشأن واندفعت الجماهير تحرق العلم الدولي وترفع بدلا منه علم مصر، وتطالب بعودة الإدارة المصرية إلى القطاع. وتنتصر هذه الإدارة الفلسطينية فتعود الإدارة المصرية
وقد شكل هذا بذاته درساً ثميناً لشعبنا في كل مكان.