ولد الشهيد أبوعلي إياد ( وليد أحمد نمر نصر الحسن ) في مدينة قلقيلية في 12/1/1935 والتي أتم فيها تحصيله الثانوي حيث حصل على شهادة المترك عام 1953 وعمل فورا مدرسا في مدارس قلقيلية وعزون ولعام دراسي واحد حيث إنتقل بعدها إلى العراق حيث أنهى في مدينة بعقوبة دورة تدريبية لإعداد المعلمين في عام 1954.
وفي نفس العام إنتقل إلى المملكة العربية السعودية ليعمل مدرسا هناك حتى عام 1962 ثم إنتقل إلى الجزائر فور إعلان الإستقلال فيها ليعمل مدرسا جنبا إلى جنب مع الشهيد القائد خليل الوزير (أبو جهاد) مسهمين في حركة التعريب الجزائرية حيث لم تخلو حياتة الوظيفية من العمل العسكري إذ كان مدرسا في دورات إعداد الجند في العربية السعودية .
إلتحق بالعمل الثوري الفلسطني الفتحوي قبل إعلان الإنطلاقة فكان من المؤسسين وقد عرف عنه: الخشونة والصبر والمثابرة والنشاط والحزم ولاريب في ذلك فهو حفيد أبو عقاب الذي تميز في قلقيلية بهذه الصفات والوطنية المتميزة ، وقد كان الشهيد الأسطورة يولي إهتماما شديدا بالأشبال حيث التربية الإسبرطية التي تجعل من المقاتل المتحمس أسطورة شجاعة وإقدام ، وقد أكد الشهيد الرمز أبوعمار في تأبين الأسطورة أن بطل الجبل ( أبوعلي إياد ) خلق أجيالا متميزة في العطاء والفداء والبطولة هم جميعا من شهدائنا الأبرار وقادتنا الآن في الصفوف الآولى من الحركة وكلهم يفخر حتى الآن بأنه كان شبلا من أشبال ( أبو علي إياد).
كان أبو علي إياد يؤمن إيمانا راسخا بأن كل قطرة عرق تسقط أثناء التدريب توفر قطرة دم في المعركة. فقد شكى له ذات مرة الأخ عباس زكي من قساوة وخشونة التدريب في معسكر الهامه في سوريه خصوصا وأن المتدربين قد حضروا من أقطار مختلفة ولم يعتادو مثل هذه الحياة والخشونة فأجابه الشهيد أبوعلي إياد ... (عليهم بالصبر وأن يدركوا أن المبالغة في قسوة المعاملة قد تنقذ حياتهم حين تعرضهم لخطر حقيقي وهم في الطريق إلى النصر أو الشهادة ).
انيطت بالشهيد عام 1966 مهمة الإعداد للعمليات العسكرية في الأراضي المحتلة ومن داخل الضفة الغربية وقد أسهم مع القائد الرمز أبوعمار في تجنيد الكثيرين من أبناء الوطن للحركة في نفس الفترة . قاد بنفسه العديد من العمليات العسكرية في داخل الوطن وكان من أبرز العمليات الهجوم على (بيت يوسف) والذي كان وبإعتراف القادة الإسرائيلين أعنف ماتعرضت له المستعمرات حتى ذلك التاريخ. كما قاد الهجوم على مستعمرات ( هونين ، المناره ، كفارجلعادي ).
كما ذكر عنه أنه كان يمهد الطريق للطلقة ويلحق بها حيث كان يشارك في دوريات الإستطلاع بنفسه ويعد العدة والتجهيزات للمقاتلين والخطط بنفسه ويتبع الفدائيين أثناء تنفيذ العملية حتى عودتهم سالمين .
ولم يقتصر إهتمامه على العمل والتدريب العسكري الصرف حيث كان يؤمن بالبندقية الفتحوية المسيسة. فالفدائي ليس مرتزقة أو هاوي أو مهني إنما هو مناضل من أجل قضية يؤمن بعدالتها وحتمية النصر فيها وإستعادة حقوقه فهو صاحب رسالة سامية وحضارية ، فكان أول من أسس مدرسة سياسية تثقيفية للمقاتلين في سورية ( إلهامه ) كما أنه كان يفرز المقاتلين والمتدربين حسب إجاباتهم على سؤاله الشهير : "كم سنة نحتاج لتحرير فلسطين ؟"
فمن كان يتوقع ذلك في عقود قليلة كان ينصحه بالإبتعاد عن العمل الثوري فالتحرير بحاجة إلى نفس طويل وحرب شعبية طويلة الأمد .
أصبح أبوعلي إياد عضوا في اللجنة المركزية لحركة فتح في المؤتمر الثاني للحركة بالإنتخاب وبالرغم من عدم حضوره للمؤتمر حيث كان يتشافى من إصابته الناتجة عن إنفجار لغم كان قد أعده وجهزه لتنفيذ عملية في داخل الوطن المحتل ، فلم يكن في إنتخابه أي محاباة أو تأثير على صديق .
دفع لإنتخابه فقط حضور إنجازاتة وإخلاصه وكفاءته والكاريزما الخاصة وقد أسهم في دعم الثورة بالعدة والعتاد عبر علاقاته المتميزة مع العديد من الأنظمة العربية والعالمية وكانت آخر زيارة له مع وفد كان يرأسه فيه الشهيد الرمز ياسر عرفات إلى الصين .
وكما كان قضى شهيدا صلبا صخرة شامخة جاثمة على صدور أعداء القضية والشعب وحقوقه. رفض أن يغادر إخوانه وأشباله دون أن يلقنهم آخر دروسه في العطاء والنضال الوطني ولضيق الوقت حيث المعركة محتدمة في الجبل وعلى بطل الجبل لخصها لكل ثوار الأرض وأحرارها بما قل ودل تاركا لنا ماإن تمسكنا به لن نهزم أبدا