مصادرة القرار الفلسطيني هاجس مستمر

بعد النكبة استمرت التوجهات العربية نحو الفلسطينيين كما كانت عليه،  وقد إتسمت هذه التوجهات بعد النكبة بحملة من الظواهر كان أبرزها إستمرار العمل على إقامة عازل كثيف بين الفلسطينيين وبين قضيتهم وقد تم ذلك بمصادرة قرارهم السياسي حيث كان الناطق بإسم الفلطسينيين في السنوات الاولى التي لحقت النكبة هو الأمين العام لجامعة الدول العربية السيد/ عبد الرحمن عزام.  وقد تم العمل دون إنقطاع على تجريد الفلسطينيين من سلاحهم ومن إمكانية استخدام السلاح،  وكذلك تجريدهم من وسائل التنظيم بحيث يتم خلق وضعاً فلسطينياً عاجزا عن ممارسة أي شكل من أشكال قيادة العمل السياسي والتنظيمي.

لكن مثل هذا الوضع لم يستمر،  بل من المستحيل إستمراره لأنه قام أساساً على عجز مطلق وخضوع مطلق وعلى كارثة

وهكذا قامت الثورة في مصر وفي سورياً وسقطت الحكم في لبنان وتم طرد غلوب باشا عن قيادة الجيش الأردني .. كان التغيير حتميا فالجماهير العربية في كل مكان أخذت تبحث عن كرامتها وعن طاقاتها وعن روحها التي هدرت في فلسطين عام 1948