خليل الوزير .. ذكرى في قلب فلسطين

خليل الوزير .. ذكرى في قلب فلسطين

بقلم:مصطفى لقان

خليل الوزير "أبو جهاد" عضو المجلس الوطني الفلسطيني، وعضو المجلس العسكري الأعلى للثورة الفلسطينية، وعضو المجلس المركزي لمنظمة التحرير الفلسطينية، ونائب القائد العام لقوات الثورة، ومهندس الانتفاضة الأولى.

 

يصادف اليوم السادس عشر من إبريل لعام 2016م, الذكرى الـثامنة والعشرون لاستشهاد أمير الشهداء خليل الوزير "أبو جهاد" النائب الأول لياسر عرفات القائد العام لقوات الثورة الفلسطينية، ومهندس الانتفاضة الأولى، الذي اغتالته أيدي عناصر "الموساد الصهيوني" بقيادة رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق إيهود باراك في مكان سكنه بتونس.

 

ولد خليل الوزير في العام 1935م, في مدينة الرملة وغادرها إلى غزة مع أفراد عائلته إثر الأحداث المؤسفة والمتتالية هناك، وألتحق بمدارس غزة وأنهى دراسته الثانوية ومن ثم غادر إلى مصر لتكمله رحلته الجامعية ودرس في جامعة الإسكندرية، وبعد إنتهاء المرحلة الجامعية, سافر إلى السعودية فأقام فيها ما يقارب العام، ومن ثم بعدها توجه إلى الكويت، وهناك إلتقى بالشهيد ياسر عرفات وشارك معه في تأسيس حركة فتح.

 

في العام 1963م غادر أبو جهاد الكويت متجها نحو الجزائر، حيث تولى مسؤولية أول مكتب لحركة فتح بالجزائر، كما قام خلال هذه الفترة بتدريب كوادر حركة فتح واشراكهم في دورات عسكرية, وإقامة معسكر تدريب للفلسطينيين الموجودين في الجزائر.

 

في العام 1965م غادر خليل الوزير أبو جهاد الجزائر متوجها إلى دمشق، حيث أقام مقر القيادة العسكرية وكُلف بالمسؤولية عن العلاقات مع الخلايا الفدائية داخلفي فلسطين.

 

شارك في حرب عام 1967م, وقام بتوجيه عمليات عسكرية ضد الجيش الإسرائيلي في منطقة الجليل الأعلى، وتولى المسؤولية عن القطاع الغربي في حركة فتح، وهو القطاع الذي كان يدير العمليات العسكرية في الأراضي المحتلة.

 

خلال توليه مسؤولية القطاع الغربي, عمل على تطوير القدرات القتالية لقوات الثورة كما كان له الدور الأبرز في قيادة معركة الصمود في بيروت عام 1982م والتي استمرت 88 يوماً خلال الاجتياح الإسرائيلي للبنان.

 

بعد حصار بيروت عام 1982م, خرجت قوات الثورة من بيروت, ولكن سرعان ما عاد خليل الوزير مع رفيق دربه ياسر عرفات إلى مدينة طرابلس ليقودا معركة الدفاع عن معاقل الثورة في مواجهة المنشقين، وبعدها خرج من طرابلس متوجها إلى تونس حيث مقر منظمة التحرير الفلسطينية ومقر إقامة أسرته، ومن هناك أصبح يتجول بين العواصم العربية والعالمية للوقوف عن كثب على أحوال القوات الفلسطينية المنتشرة في تلك البلدان، وكان من عادته لا يمكث في تونس بين أهله سوى بضعة أيام، لكنه مكث 15 يوما في الزيارة الأخيرة له في ربيع عام 1988م.

 

من العمليات العسكرية التي خطط لها أبو جهاد، عملية نسف خزان زوهر عام 1955م، وعملية نسف خط أنابيب المياه (نفق عيلبون) عام 1965م، وعملية فندق (سافوي) في تل أبيب وقتل بتلك العملية 10 إسرائيليين عام 1975م، وعملية انفجار الشاحنة المفخخة في القدس عام 1975م، وعملية قتل 'البرت ليفي' كبير خبراء المتفجرات ومساعده في نابلس عام 1976م، إضافة إلى ذلك عملية الشهيدة دلال المغربي التي قتل فيها أكثر من 37 إسرائيليا عام 1978م، وعملية قصف ميناء ايلات عام 1979م، وقصف المستوطنات الشمالية بالكاتيوشا عام 1981م.

 

كما حملت إسرائيل الشهيد خليل الوزير مسؤولية أسر 8 جنود إسرائيليين في لبنان عام 1982م, ومبادلتهم بـ 5000 معتقل لبناني وفلسطيني و 100 من معتقلي الأرض المحتلة، وكذلك وضع خطة اقتحام وتفجير مقر الحاكم العسكري الإسرائيلي في صور، الأمر الذي  أدى إلى مصرع 76 ضابطا و جنديا بينهم 12 ضابط يحملون رتبا رفيعة عام 1982م، وكذلك إدارة حرب الاستنزاف من 1982م إلى 1984م في جنوب لبنان، وعملية مفاعل ديمونة عام 1988 م والتي كانت تلك العملية هى السبب الرئيسي لاغتياله.

 

حيث وصل فجر السادس عشر من إبريل لعام 1988م، إلى شاطئ الرواد قرب ميناء قرطاجة  بتونس، فرقة من الكوماندوز الإسرائيلي مكونة من "20" فردا مدربين على أعلى مستوى من قوات وحدة "سييريت ماتكال", لتنفيذ مهمة اغتيال "أبو جهاد".

 

وإقتحمت مجموعة من الوحدة الإسرائيلية البيت بعد تسللها المنطقة التي يتواجد بها منزل أبو جهاد، وقتلت الحارس الثاني وهو الشهيد نبيه سليمان قريشان، وتقدمت مجموعة أخرى مسرعة للبحث عن الشهيد "أبو جهاد"، فما أن سمع ضجة في المنزل خلال تواجده بمكتبه بالمنزل لكتابة بيان كان سيوجهه لقادة الانتفاضة.

 

خرج من باب مكتبه شاهرا مسدسه ليستطلع الأمر، كما روت زوجته انتصار الوزير، وإذا بسبعين رصاصة تخترق جسده ويصبح في لحظات في عداد الشهداء ليتوج أميرا لشهداء فلسطين، علما بأن آخر كلمة خطتها يده هي (لا صوت يعلو فوق صوت الانتفاضة).

 

كشفت وسائل الاعلام العربية، ان وزير الحرب في دولة الكيان موشيه يعلون الملقب "بوغي" هو آخر من أطلق الرصاصة على رأس الشهيد بعد أن .أدرك أنه لا زال حيا

 

نقل جثمان أبو جهاد إلي سوريا ودُفن في العشرين من إبريل عام 1988م, في دمشق في مسيرة حاشدة غصت بها الشوارع, بينما خرجت جماهير الأرض الفلسطينية المحتلة في مسيرات غاضبة بعد سماع نبأ إغتيال القائد أبو جهاد والذي اغتيل وهو يتابع ملف الانتفاضة حتى الرمق الأخير.

 

رحل خليل الوزير تاركا إرثا نضاليا وبطوليا وثوريا مشرفا، الأمر الذي جعل دول عديدة تطلق اسمه على شوارعها الهامة، وترك إرثا فتحاويا يعتز به الشرفاء من أبناء فتح.